المقاومة بين فكي داعش و 14 آذار
د.نسيب حطيط
في ذكرى الإنتصار على العدو الإسرائيلي في حرب تموز 2006 تتعرض المقاومة لعدوان جديد من داخل الحدود وخارجها من الحدود الشرقية وليس الجنوبية مع العدو الإسرائيلي والهدف نزع سلاحها والقضاء عليها خدمة للمشروع الأميركي الصهيوني بالقضاء على ثقافة المقاومة ومنظومة القوة المتبقية للأمة وقد عهدت الإدارة الأميركية لأدواتها في المنطقة بتنفيذ هذا المشروع العلمانيون ومنهم (14 آذار) والتكفيريون (داعش وأخواتها).
قوى 14 آذار تطالب بنزع سلاح المقاومة وإنهاء المقاومة المسلحة دون تقديم البديل القادر والمستقل بمعنى المطالبة بعدم قتال إسرائيل المعتدية وكذلك التكفيريون الذين يتحالفون مع العدو في الجولان وصرحت داعش بإسمهم بأن الله لم يأمرها بقتال إسرائيل بل بقتال من يقاتل إسرائيل أي المقاومة فيجتمع الطرفان سواء بقصد أو غير قصد على هدف واحد وهو حصار المقاومة وفق منظومة تقاطع المصالح ووحدة الهدف والتكامل وتعويض النقص ،فقوى 14 آذار تحتاج إلى ذراع عسكرية لتنفيذ قرارها السياسي وداعش وأخواتها تحتاج إلى غطاء سياسي لتنفيذ تمددها العسكري وبناء دولة الخلافة المفترضة وهذا ما توفره لها قوى 14 آذار.
لقد نجحت الإدارة الأميركية بدمج ربطات العنق الآذارية مع الجلباب الأفغاني وفق ثورة متعددة الجنسيات في لبنان ففيها النازح السوري المسلح واللاجئ الفلسطيني المسلح والسياح الخليجيون الإنتحاريون وغيرهم من أجهزة المخابرات الذين يعملون تحت شعار حماية هذه الطائفة أو تلك لإشعال الفتنة المذهبية التي وعدنا بها وزير الخارجية الأميركي الأسبق كيسنجرلمائة عام والتي صرحت الوزيرة الأميركية كلينتون في كتابها "الخيارات الصعبة"، بأن أميركا صنعت داعش لتفتيت المنطقة وكانت أميركا قد أعلنت بأنها الآب الروحي لثورة الأرز والثورة البرتقالية في أوكرانيا التي نجحت ثم فشلت لكنها تنجح من جديد بالحرب الأهلية المستعرة في أوكرانيا.
ثورة الأرز وجدت شريكها الميداني المتمثل بداعش وأخواتها بعدما خسرت رهانها على شريكها الميداني في حرب تموز 2006 ولم ينجح بالقضاء على خصمها المتمثل بالمقاومة.
لكننا ومن منطلق الأخوة والمواطنة نناشد قوى 14 آذار بالعودة عن رهاناتهم وإن لم يتعظوا مما فعلته داعش مع النصرة والجيش الحر في سوريا وما فعلته ضد الأكراد والبعث العراقي (النقشبندية ) في الموصل، فلتراجع ما فعله النازحون السوريون مع أهالي عرسال الذين إستضافوهم وأمنوا لهم الحماية وكل ما يطلبون ...فطعنوهم في الظهر وفي الصدر فخرج المسلحون الملثمون من مخيمات النازحين فسرقوا وقتلوا أهل عرسال وقتلوا جنود الجيش وضباطه حتى الشهيد المقدم نور الجمل الذي لم تحمه لا طائفته ولا موقفه السياسي ولا قرابته من المستقبل ،فهؤلاء ليسوا عرباً حتى يعرفوا الوفاء وليسوا مسلمين حتى يخافوا أحكام الله سبحانه ويتبعون سنة رسوله الكريم (ص) الرحيم وليس الذباح كما يزعمون.
ألا يتعظ الآذاريون مما يجري في الموصل وأربيل مع الطوائف والمذاهب كلها...تعالوا لنتحد ضد التكفير والإرهاب ولنختلف على السياسة وليبق وطننا واحة استقرار بعيدا" عن مجازر التوحش التكفيري، فنحن منذ أربعين عاماً لم نرتاح منذ الحرب الأهلية وطالما أننا مقتنعون بأن معادلة لبنان لا غالب ولا مغلوب فلماذا ندفع الأثمان الباهظة ثم نعود للحوار والتسويات ونستطيع الآن أن نفعل ذلك دون معاقبة أهلنا وأنفسنا فهل من مستمع وعاقل !!